"النمرود" حكاية أسطورية عن علاقة الحاكم بالمحكوم

تروي مسرحية "النمرود" حكاية أسطورية تاريخية لتلك الشخصية المتخيلة التي أخذ العمل المسرحي اسمها والتي طلب الشعب منها المساعدة للقضاء على تسلُّط "الضاحك" ذاك الحاكم المتسلِّط، لكن عندما قضى على أعوان "الضاحك" بدأ باضطهاد الجماهير التي استقدمته، ووصل به الجبروت إلى ادِّعاء الربوبية وإقناع الشعب بأنه الربُّ الأعلى، وبدأ بتحدِّي الرب الأعلى، ورفض وجوده إلى أن حان موعد المعركة بعد شروق الشمس، وعندها تسلَّطت عليه مجموعة من البعوض، وقضت على جيشه الذي كان يتأهَّب لمحاربة جيش آخر، ويبقى "النمرود" على قيد الحياة حتى يقضي عليه أفراد الشعب، لتنتهي هذه الأسطورة الموغلة في الجبروت والتسلُّط، كأسوأ ما عرفته البشرية. شارك في المسرحية ثلاثون فناناً عربياً، يؤدُّون أدواراً مختلفة، ويشخِّصون حالات إبداعية متباينة عبر رؤية المخرج التونسي المنصف السويسي، الذي بالغ في المقدمة التعبيرية، ولكنه قدَّم رؤية إخراجية اتَّسمت بكسر الجمود من خلال تجوُّل بعض الشخوص بين مقاعد الجمهور.. أما الموسيقا فكانت متميِّزة، عندما ظهر عازفا الإيقاع والناي على طرفي المسرح، قدَّم ذلك روحاً جديدة للمسرحية، إلا أنَّ التكرار في استخدام الألحان ذاتها أثار نوعاً من الملل في صفوف الجمهور.